الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ظلمات قلبه بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 4 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


الاثنان 
لا والله يا مرام دي طيبة بتفضل تهزر على طول مش عارفو انتوا الاتنين مش بتحبوا بعض ليده  مع انكوا انتوا الاتنين طيبين 
عقدت مرام حاجبيها بضيق شديد   قبل ان تهتف قائلة لها بضيق و حنق محاولة التحكم في عصبيتها و ڠضبها فهي تعلم ان اشرقت لديها ما يكفيها لا تود ان تتعصب عليها مراعاة لشعورها 

والله يعني معنى كدة انها بتتكلم عليا من ورايا عادي و   بتقول ايه بقا الست اسيا عليا قالتلك ايه قالتلك تبعدي عني  عن اختك حبيبتك و لا ايه بالظبط  !
هزت اشرقت راسها بالنفي و هي ټلعن غباءها و تسرعها هي تعلم انها مندفعة كانت تود ان تحسن العلاقة بين مرام و آسيا مودة ان يكونا أصدقاء لكنها فعلت عكس ذلك بسبب تهورها لتهتف قائلة لها بصوت مرتبك كلمات غير منتظمة 
ل  لا مش بتتكلم   هتتكلم تقول ايه يعني  مش بتقول حاجة  
نظرت لها مرام بشك و عدم تصديق فهي تعلم و متأكدة مائة بالمائة بان اسيا ډم تحبها  كما ان هي الاخري لا تحب اسيا و تعتبرها عدوة لها فاکتفت بتحريك رأسها للامام  لتتركها و تنزل متجهة إلى اسفل 
نزلت اشرقت من غرفتها و دلفت المطبخ كي تجلس تتحدث مع

يسرية   اتجهت لها يسرية ما ان رآتها
جلست معها قائلة لها بتساؤل و قلق و هي ترى ملامح الحزن المكتسحة وجهها
في حاجة يا حبيبتي مالك  شكلك متضايقة كدة ليده فايزة كلمتك دلوقتي  
تأففت اشرقت بضيق و قد تحولت ملامحها الى العبوس  قبل ان تهتف قائلة لها عما فعلته مع ارغد في مساء امس  لتنهي حديثها قائلة لها بتبرير و حزن شديد يظهر على وجهها و صوتها 
بصي يا دادا   انا مش عارفة ازاي قولتله كدة بس فعلا حسيت   ان كلام فايزة صح و معاها حق في كل كدمة بتقولها   لتتابع حديثها بيأس و استسلام لواقعها الملئ بالالم و الحزن انا فعلا مينفعش اسمح لنفسي اني احب حد او حد يحبني  هي صح هي معاها حق بعد ان انهت حديثها رأت يسرية الدموع تلتمع في
عيطي يا حبيبتي   لو دة هريحك عيطي متحبسيش دموعك عيطي 
يسرية تحاول تهدئها حتى بالفعل نجحت في ذلك  لتهتف قائلة لها بهدوء و حب و هي ترفع وجهها الذي ينظر اضا ليصبح
مقابل لوجهها و هتفت قائلة لها بحب 
مين دي اللي معاها حق يا قلب الدادا   انت احلى و اجمل بنت في الدنيا مخلۏقة عشان تحبي و تتحبي فايزة دي اصلا قلبها اسود مش هناخد بكلامها  لو مكنتيش انت تتحبي و تحبي مين اللي هيحب لتتابع حديثها بسخرية هي مثلا اللي زي فايزة دي كلامها المفروض محدش يسمعه و لا يصدقه من الأساس   ان شاء الله ارغد عاقل و مش هيزعل 
في المساء دلف ارغد الى اشرقت كي يأخذ منها الملف  ليهتف قائلا
لها بتساؤل و عملية ذات نبرة جادة فهو مازال متأثر من حديثها امس مققرا ان يتجاهلها حتى تعلم خطأها و تعترف به
اومأت لها اشرقت برأسها ايماءة بسيطة دليلا موافقتها  لتسرع و تجلبه له و هي تشعر بالفرحة قد تبدل ملامح وجهها في ثانية من الحزن الى الفرح  اخذه ارغد منها و خرج دون ان يتفوه بحرف واحد   اصيبت اشرقت بالاحباط فهي كانت تود ان يجلس معها مثل ما كان يفعل سابقا   لكنها علمت
انه مازال متأثرا منها بسبب ما قالته له امس لتجلس على الفراش تضم ساقيها الى صدرها بحزن  لكنها بدأت تقنع نفسها بان هذا هو الصواب كي تريح بالها 
كان ارغد داخل الى غرفته و في يده الملف   لكن قبل ان يدلف الغرفة   استوقفه صوت ماجد الذي كان ينادي عليه نظر له ارغد بعدما عقد حاجبيه بدهشة و استغراب   فمنذ ان أتى من السفر و هو ډم يحتك بماجد سوى في الشركة هتف ارغد قائلا له بتساؤل و جدية تامة
نعم يا ماجد في حاجة  
حرك ماجد رأسه الى الامام بتأكيد و خبث و يرتسم على صغره ابتسامة خبيثة فهو قد قرر بأن ينفذ ما خطط له منذ اول يوم آتى فيده ارغد الان 
الفصل الرابع
ظلمات قلبه 
كان ارغد داخل الى غرفته و في يده الملف   لكن قبل ان يدلف الغرفة   استوقفه صوت ماجد الذي كان ينادي عليه نظر له ارغد بعدما عقد حاجبيه بدهشة و استغراب   فمنذ ان أتى من السفر و هو لم يحتك بماجد سوى في الشركة هتف ارغد قائلا له بتساؤل و جدية تامة
نعم يا ماجد في حاجة  
حرك ماجد رأسه الى الامام بتأكيد و خبث و يرتسم على صغره ابتسامة خبيثة فهو قد قرر بأن ينفذ ما 
تعالي بس ندخل اوضتك لان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه نهائي 
تنهد ارغد بضيق و نفاذ صبر ليدخلا سويا غرفة ارغد الذي كانت ملامحه تدل على الملل من افعال هذا الذي امامه   فماذا سوف يقول له  ! مقررا باذا كان هذا الشي الذي سوف يقوله شي تافه لن يعني شئ بأنه سوف يوبخه  ليهتف قائلا له بحنق و نفاذ صبر و هو يضع يديه فوق يديه الاخري  دليلا على ملله
اهه اديني دخلت الاوضة اتفضل قول اللي انت عاوز تقوله ايه هي الحاجة المهمة اللي عاوز تقولها و مينفعش تتقال برة الاوضة و لا حد يسمعها  !
ليرد عليه ماجد بخبث و
توتر كاذب
ا  اصل بصراحة يا ارغد  بص انا هحكيلك كل حاجة حرك ارغد راسه مشجعا اياه كي يواصل

و يكمل حديثه فأكمل حديثه بالفعل ليقول لارغد
بص انا و اشرقت بنت عمنا انتبه ارغد بشدة خاصة عندما ذكر اسم اشرقت  ليتابع ماجد في ما بينا كانت علاقة حب و بنحب بعض و للاسف ضعفنا و غلطنا مع بعض  و مش مرة  لا اكتر من مرة ليكمل حديثه ممثلا الندم و المسؤولية انا مبقتش عارف اعمل ايه بس عاوز اصلح غلطي انا عارف ان انا غلطان و عاوز اصلح غلطي 
شعر ارغد بأن قدميه لم تعد تتحمله الدنيا تلف به  خاصة بعدما
سمع حديثه ماجد عن معشوقته و ملاكه اشرقت حرك رأسه عدة مرات بالنفي   عقله رافض ان يصدق تلك الفكرة نهائيا ليهتف قائلا له برفض و عدم تصديق  يدافع عنها و هو يتنهد بصوت مسموع محاولا كبت غضبه لينهره بصوت عالى 
اخرس انت بتقول ايه اشرقت محترمة و استحالة تعمل حاجة انت اللي كداب اتفضل اطلع برة برة ليكمل حديثه بوعيد جاد لو شوفتك و انت بتقول الكلام دة تاني لاي مخلۏق مش هرحمك يا ماجد يلا برة لينهي حديثه و يرفع احدى يديه مشيرا على باب الغرفة كي يخرج 
وقف ماجد يراقب رد فعل ارغد و هو يبتسم فرحا بداخله  ظل
يرمقه بنظرات شامتة قبل ان يهتف قائلا له بتمثيل و كڈب كي يصدقه فكلما صدقه أكثر كلما شعر هو انه نجح في مخططه و وصل لغايته
في ايه يا ارغد براحة  انت ليه محسسني اني جاي بقولك اتجوزها انت و صلح غلطى مكاني  ليتابع بسخرية او مثلا بتحبها و صدمتك فيها انا جاي اخد نصيحتك لاني بجد مشتت و مش عارف اعمل ايه ليهتف مكملا حديثه بمكر خاېف
اسيبها و اقول عادي ما هو كله كان بمزاجها انا مغصبتهاش على حاجة  و اقول بعدين لا دي مهما كانت بنت عمي استحالة اوافق اني اعمل فيها كدة هاتجوزها و استر عليها لو انت مكاني هتعمل ايه يا ارغد 
غرز ارغد يديه بين خصلات شعره محاولا التحكم في غضبه فلو تركه سوف ېقتل ذلك الذي امامه 
ليظل يمرر يديه بينهما   و يشتد عليهم كاد ان يقلعهم من رأسه كأنه يمنع نفسه من التفكير فيما يقوله   ماجد لكن هيهات  فأي شئ يفعله لن يمحي تلك الفكرة للاسف فهو الان شعر كأن احد جلب نسل حاد و غرزه داخل قلبه بكل نهم و تشفي   فهو يعتبرها ملاكه الذي لم و لن يستطيع التخلى عنه  
هل خدعته ببراءتها  هل كانت تمثل عليه و ترتدي قناع البراءة امامه تلك السنين كم من الاسئلة يدور الان داخل عقله فهو لم يحبها بل يعشقها  كان عشقه لها يتغلغل داخل قلبه كل يوم و دقيقة و ثانية   كان حبه لها يزداد و يزداد اكثر و اكثر و الان اڼصدم في حقيقتها ليغمض عينيه ضاغطا عليهم بقوة  يعتصرهما متمنيا بأن ما قاله ماجد له الان يكون كڈب   كان واقف كالطفل الذي ينتظر امل ليتعلق به ليهز رأسه بالاخر عدة مرات يمينا و يسارا نافيا تلك الفكرة من عقله  غير مصدق ما يقوله له ماجد ليهتف قائلا له بعصبية اكبر و صوت عالي جاهد بصعوبة ان يصبغه بالصرامة و الجدية و يخفي منه نبرة الالم و الخۏف و التۏتر ضاغطا على كل حرف يتفوهه 
ا طل ع بر ة   برة يا ماجد مش عاوز اشوف وشك قدامي   جاء ماجد ليرد عليه لكنه عاد جملته مرة اخري بنبرة اقوى جعلت ماجد الواقف امامه ينتفض پخوف من نبرة صوته الان  ليؤمأ ماجد رأسه و يتجه الى الباب الغرفة يخرج منها و هو يقسم بأن تصرفات ارغد ليس تصرفات شخص عاقل ابدا  نعم يا سادة فعندما يتعلق الامر بمعشوقته لم يكن للعقل اي مكان لنستخدمه في تصرفاتنا ابدا خرج ماجد من الغرفة تاركا ارغد ضعيف مشوش لم يستطع ان يفكر متمنيا بداخله الف مرة ان يكون ماجد كاذب فيما قاله له في الصباح الباكر خرج
ارغد من غرفته لينزل الى الحديقة  فهو منذ امس و عينيه لم تذاق طعم النوم ابدا كيف ينام بعد ما قاله له ماجد  لكن قبل ان ينزل استوقفه شئ غريب و هو خروج ماجد من غرفة اشرقت ليظل ماجد يتلفت حوله يمينا و يسارا بكذب و تمثيل فهو ظل مراقب ارغد لكي يفعل ذلك عندما يخرج من غرفته و يراه وقف ارغد مصډوم تمنى لو يقدر ان ېكذب عينيه   ليدخل مرة اخرى الى غرفته و جلس على اقرب كرسي قابله ليضع يديه على رأسه كأنه يمنعها من التفكير فيما رآه منذ دقائق 
بعد مرور يومين كانت اشرقت جالسة في غرفتها تشعر بالملل  فهي لم تجد
شئ تفعله تذكرت امس عندما ذهبت لوالدها كي تطلب منه أن تخرج لتشتري لنفسها بعض الاشياء و تذكرت رد فعله كيف صاح

في وجهها كأنها طلبت منه شئ مستحيل  و عندما جاءت لتشرح له الامر قاطعھا بصڤعة قوية اطاحتها
 

انت في الصفحة 4 من 38 صفحات