رواية بقلم ندي محمود
وقال بخبث
هقولك وهتعملي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد
داخل منزل طاهر العمايري بالتحديد في غرفة يسر
تمعن ابنة خالتها الكامنة بجوارها النظرات لها بذهول فهذه الفتاة حتما فقدت عقلها ماهذا الجنون الذي تفكر به هل يعقل أن هناك عشق بهذا الجنون ! كانت دائما تسمع عن أفعال العشاق ولا تصدقها والآن اثبتت لها ابنة خالتها
لا يايسر متوصلش بيكي للجنان ده أنا مستحيل اساعدك في حاجة زي
كدا
أظهرت عن حدتها وڠضبها وهي تلقى أوامرها عليها بصوت خفيض
وطي صوتك لحد يسمعنا وهتساعديني يازينب أنا أكيد مش هأذي حد يعني أنا ههدده بس مش أكتر
كادت أن ترفع نبرة صوتها مجددا ولكنها تحكمت في انفعالها وهتفت باستنكار
غمزت لها بطرف عيناها اليسار هامسة بثقة مطلقة
هيتهدد وهتشوفي أو بمعنى أصح هيعملي حساب
ثم أكملت بنظرة حاقدة وغاضبة
لإن بعد اللي عمله معايا النهردا وغيره لازم يدفع تمن عمايله معايا وهو عارف من زمان إني بحبه وحتى لو هو مبيحبنيش على الأقل يعاملني كويس ويحاول يفهمني بالحسني إننا مننفعش لبعض حتى لو مش هقتنع بس على الأقل هحترمه لإنه ماخدش مشاعري على أنها مشاعر سخيفة والنهردا فعلا اثبتلي إنه استحق كل اللي عملته فيه ولسا هعمله عشان يعرف إني مش من ال اللي عرفهم لا وبيقولي هرجعلها بالعند فيكي طاب لو راجل وريني إزاي هتعملها وترجعلها !
هتفت بسخرية
حسن ده جننك بجد يايسر وبرأي أن كل اللي قولتيه ده مش هيأثر فيه والسحر هيتقلب على الساحر فية الآخر واوعي تكوني فاكرة إنه هيتجوزك ولا حاجة
هبت واقفة هاتفة بابتسامة شياطنية ولئيمة
نسيت موضوع الجواز خلاص دلوقتي كل هدفي إني أذله واهينه وأشوفه وهو بيترجاني
هي تخطت حدود الجنون وأصبحت مشاعرها مزيج بين العشق لكرامتها الذي بعثرها ولكن مع الأسف القلب لا يفهم هذه المصطلحات !!
انضمت لجلسته الخلوية في حديقة المنزل وجلست بجواره تحدق به للحظات بصمت تفكر في طريقة تعرض عليه بها موضوعها الذي من المؤكد أنه سيواجهه بالرفض القاطع كعادته
موافق ياماما شوفي يوم عشان نروح نتقدم
استغرقت الدهشة دقائق وهي تستوعب موافقته السريعة هذه بدون أي مقاومة منه ولكن لا يهم كيف وافق أو لماذا الأهم أنه أخيرا تقبل فكرة الزواج !
ايوة كدا يازين فرحتني والله ياحبيبي صدقني مش هتندم البنت محترمة وكويسة أوي على ضمانتي بس مش هنروح نتقدم علطول لازم تشوفها الأول وهي تشوفك
نشوف بعض إيه !! لتكوني عايزاني أخدها وافسحها كمان ماهو ده اللي ناقص يا أمي ثم إني أصلا مش هعمل خطوبة والكلام الفارغ ده هو كتب كتاب علطول وبعديها تاخد راحتها تجهز نفسها لغاية الفرح
يابني بلاش عمايلك دي أنا مش بقولك روح امسك إيدها ولا اعملوا حاجة حرام دي رؤية شرعية وأنا هكون معاك وهي تكون معاها أمها كمان يعني مش هتبقى خلوة زي ما بتفكر متبقاش معقد كدا يازين
هتف منفعلا
هو أنا عشان ماشي على الدين بقيت معقد ما أنا عشان كدا رافض الجواز وإنتي عارفة إني مبعترفش بالخطوبة دي وأقعد أكلمها وأخرجها وهي مش مراتي وكله ده حرام في حرام
قالت برزانة محاولة تهدئته بحنو
ياحبيبي أنا معاك بس مفيش كدا إنت وهي مش عارفين بعض من سنين عشان تقبل تتجوزك علطول لازم تحصل خطوبة عشان تعرفك الأول و يمكن تلاقوا نفسكم مش متفاهمين
استغفر الله العظيم يارب
ضړبت على قدمها بنفاذ صبر وقالت وهي تحاول البقاء هادئة أمام هذا العنيد
يازين دي خطوبة وأنا مش بقولك أخرج معاها طبعا لا ولا كلمها وأقعد حب فيها في التلفون لا إنت لما تكلمها هيبقى كلامكم في حدود مثلا إنك تطمئن عليها مش أكتر أو تتفقوا على حجات في فرحكم والجواز وأنا مش محتاجة أقولك إن ده عادي مفهوش حاجة إنت عارف ده كويس إنت بس اللي عايز تحط العقد في المنشار بالله عليك يابني ماتعقد الموضوع
وخليه يمشي وأفرح بيك بقى
بدأ وكأنه استسلم للأمر الواقع وخضع لها حيث قال بخنق
اعملي اللي عايزاه يا أمي
قالت بسعادة وحماسة شديدة
تمام هما فاضين
بكرا ومعندهمش
مانع لو طلعنا عشان الرؤية الشرعية فجهز نفسك بقى عشان قبل الظهر هنطلع
استقام وقال بموافقة ووجه شبه متضايق
طيب !
لا يعرف ما سبب موافقته !! هل أراد أن يعطي لنفسه فرصة أخرى في الحياة أم أنه فكر أن لا مانع من تجربة حظه هل سيصيب أم يخيب أم أن الأمر ليس له علاقة به بتاتا وهو قدر ونصيب جعله ينصاع لرغبته كالمغيب !
مع إشراقة شمس يوم جديد كان يوم هادئ منذ بدايته ولكن العواصف كانت تقيم بداخلها كلما تتذكر ليلة أمس وټلعن نفسها في الدقيقة ألف مرة لأنها اتبعت صديقتها وذهبت معها لهذا الشاب ورغم أنها لم تراه ولكنها شعرت بمشاعر سلبية في هذا المكان وكم توسلت صديقتها لكي يرحلوا ولكن دون فائدة وعندما خرجت اصطدمت بصديق أخيها وحتى الآن تشعر بالخجل عندما تتخيل كيف فكر بها وهي في منطقة مهجورة كهذه وفي وقت متأخر قليلا لا يصح لفتاة أن تكون في هذا المكان حتى وإن كان في جوف النهار
استفاقت من شرودها على صوت مألوف عليها وعندما انتبهت له تأكدت من شكوكها فهبت واقفة لولا يده الذي امسكت برسغها وهو يقول بنظرة مستعطفة
اقعدي ياشفق عشان خاطري متقوميش
بصرامة وهتفت
عمر مش هقولك تاني
استقام هو الآخر وهتف معتذرا بصدق وندم
طيب أنا آسف آخر مرة صدقيني نفسي أفهم إنتي بتعملي فينا كدا ليه أنا بحبك وإنتي كذلك
قالت بحدة بسيطة وصوت منخفض
بحبك آه بس قولتلك الحل غير كدا متنتظرش
مني حاجة ياعمر
طيب قوليلي هروح اتقدملك إزاي بس وأنا لسا طالب وحتى معيش شقة ولا حاجة اخوكي هيوافق عليا إزاي !
تمتمت ببساطة بعد أن عادت لرقتها المعهودة
أنا مش بقولك نتخطب ياعمر بس عايزاك تثبتلي إن نيتك واضحة وصريحة وتكلم سيف وعلى الأقل نقرى فاتحة بس لغاية ما نخلص كلية وإنت ما شاء الله عليك بتطلع من الأوائل يعني إن شاء الله بمجرد ما تتخرج هتلاقي شغل بكل سهولة وسعتها نعمل الخطوبة
تنهد بعمق بعد اقتراحها وقد اقتنع به بالفعل فهو يريد أي شيء لكي يحصل عليها وتصبح له لا يطيق الانتظار لليوم الذي ستكون فيه زوجته هتف باستسلام
طيب لو ده اللي هيريحك ويثبتلك إني عايز اتجوزك النهردا قبل بكرا هعمله هاتي رقم أخوكي عشان أكلمه
ابتسمت له برقة وخجل ثم أخرجت هاتفها وعثرت على رقم أخيها من بين قائمة الأسماء ثم امتله إياه وودعت إياه ورحلت حتى لا تتأخر على محاضرتها القادمة وتسير بين الحشود وهي تبتسم تلقائيا عند تخيلها أنهم سيصبحان لبعض بعد إعجابها به الذي طال لسنوات
اقتحم الغرفة دون إنذار وقال مازحا بضحك
لا أنا أكيد بحلم يومين ورا بعض في الشركة !! إيه هي الدنيا زنقت معاك ولا إيه وقولت أما آجي آكل بلقمة عيشي !!
علاء الوريث الوحيد لطاهر العمايري وشقيق يسر يتميز بشخصيته المرحة ونجح في جذب جميع أفراد عائلته وحتى الفتيات ويستنكر الجميع لصداقته هو وحسن فحسن مشهور بعلاقته المتعددة وأنه شاب ماجن أما علاء فبرغم أنه يمتلك الدهاء كابن عمه وصديقه إلا إنه لا يتخطى حدوده مع أي امرأة وهذا هو المعروف عن عائلة العمايري وابنائها ذو الأخلاق الحميدة !
طالعه حسن بقرف وهتف
لو جاي تستظرف لف وارجع من مكان
ماجيت
تجاهله وتوجه جالسا بجواره على الأريكة المتوسطة والتقط حبة عنب من الصحن الموضوع أعلى المنضدة الصغيرة أمامهم وتمتم بجدية حقيقية
عملت إيه إمبارح مع رحمة
ولا حاجة عملت معاها اللازم وطردتها بالذوق قال عايزة ترجعلي هو في حد بيجرب لدغة العقرب ويرجعله تاني عشان يلدغه للمرة التانية
كان يتحدث بعدم مبالاة وسخرية تضمر خلفها جدار قلبه الذي ينهار من شوقه لها ليجيبه علاء بتأييد
بظبط بعدين أنا قولتلك من الأول البنت دي مادية وبتجري ورا فلوسك ولما لقت واحد هيحققلها كل اللي نفسها فيه من غير ماتطلب منه حتى قالت وماله ابيع حسن ولما اداها على دماغها دلوقتي رجعتلك
حدجه باستنكار وغمغم
بمرارة
ده على أساس إن أنا مكنتش هحققلها كل اللي نفسها فيه ياعلاء !! أنا كنت مستعد افديها بروحي لو طلبت كنت هخليها ملكة وهعيشها عيشة عمرها في حياتها ماكانت تتخيلها
أصبح شبه منفعلا وهو يصيح به باشمئزاز
الأشكال اللي زي دي مبيهماش حاجة غير الفلوس هي مكنتش بتحبك كانت بتحب فلوسك يابن عمي ودلوقتي رجعت عشان فلوسك برضوا طلعها من دماغك
انحنى بجزعة للأمام ډافنا وجهه بين ثنايا كفيه وصورتها وهي تترجاه بالأمس لا زالت أمام عيناه دموعها الذي كان يكره كل شيء يجعل عيناها تذرف الدموع كم تمنى أن
يجففهم لها ويهمس لها منذرا إياها بعقاپ يليق بمعشوقته أنها إن بكت أمامه مجددا ستتلقى عقابها ولكنها لا تستحق عشقه فقط تستحق الكره
خرج صوته مبحوحا وشجينا
وهو لا يزال على وضعه
مش عارف ياعلاء حاولت مليون مرة وفي كل مرة بفشل امبارح كان فاضل لحظة بس وارمي كل حاجة حصلت ورا ضهري واسيبها تتمكن مني تاني ولحقت نفسي بإني سبتها ومشيت وإلا كنت هضعف قدامها
أنا مظنش إنها هتاجي تاني بعد ما إنت بتقول إنك طردتها وعاملتها وحش ولو جات إنت مش غبي للدرجة اللي تخليك تسمحلها تستغل مشاعرك تاني
هو لديه كل الحق ! يجب أن يعطيها المشاعر الذي تستحقها ولا يظهر لها سوى الكره حتى يتمكن قلبه أيضا من أن يكرها ويتحرر من قيودها !
داخل أحد المقاهي الراقية والهادئة المطلة على الماء كان هو وهدى على أحد الطاولات المتوسطة تتسع لخمس أشخاص وكانت هدى نظراتها معلقة على باب المقهى متنظرة قدوم العروس ! أما هو
فبدى غير مهتم تماما لأي شيء حيث كان مثبت نظره على الماء يتأمل المنظر من حوله بذهن شارد حتى شعر بأمه التي تنكزه في أعلى قدمه بيدها لتلفت انتباهه هامسة
جم يازين
تلقائيا منه نظر ناحية الباب فوقع نظره على السيدة التي تناظر أمه في السن وكان يعرفها جيدا ثم تحول نظره للتي تسير معها وترتدي ملابس لا بأس بها عبارة عن بنطلون من الجينز ويعلوه شميز طويل يصل إلى أسفل الركبة وفوق كل هذا حجابها البسيط والجميل وكانت الفتنة عندما سقطت
نظراته على وجهها حينها أدرك
أن أخطأ بالجلوس في هذا